ما هي أسباب قرحة المعدة وما هي عوامل الخطورة للإصابة بالمرض، قرحة المعدة هي من بين الأمراض الشائعة والتي قد نصاب بها نتيجة العديد من العادات التي نمارسها بصورة يومية دون أن نكون على دراية بها، لذلك لابد من التعرف عليها بصورة مبكرة حيث أن الكشف المبكر عنها يحميك من التعرض لعوامل الخطورة والمضاعفات، لذلك سوف نفرد ملف شامل للأسباب من خلال مجلة حياة.
عناصر الموضوع
ما هي القرحة الهضمية؟
القرحة الهضمية هي عبارة عن التهابات تنمو في بطانة الأنسجة الداخلية للمعدة وهي ثلاثة أنواع وهي كالآتي:
- قرحة المعدة” هي عبارة عن تقرحات مفتوحة تنمو في بطانة أنسجة المعدة.
- قرح الاثنى عشر: هي القرحة التي تتكون في الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة.
- قرحة المريء والتي تتكون في الجزء السفلي من المريء.
أسباب قرحة المعدة:
أسباب قرحة المعدة، تحدث القرحة الهضمية في حالة تسرب الحمض الموجود في السبيل الهضمي الأمر الذي يؤدي إلى حدوث تآكل في السطح الداخلي للمعدة أو ما يعرف بالبطانة ومن بين الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى ذلك ما يلي:
- الإصابة بالبكتيريا وعلى رأسها البكتيريا الملوية البوابية داخل الطبقة المخاطية التي تغطي الأنسجة المبطنة للمعدة والأمعاء الدقيقة، أما حول السبب الرئيسي في الإصابة بمثل هذا النوع من البكتيريا لم يعرف حتى الآن وقد يعود إلى التقارب الجسدي أو عن طريق الطعام والشراب الملوث.
- الاستخدام المنتظم للمسكنات والاسبرين بالإضافة إلى مضادات الالتهاب غير الستيرويدية والتي تؤدي إلى تهيج بطانة المعدة والأمعاء الدقيقة ويأتي على رأس هذه الأدوية التي تحتوي على مادة إيبوبروفين أو نابروكسين الصوديوم.
عوامل خطر قرحة المعدة:
هناك العديد من العوامل الهامة الواجب الانتباه إليها حيث أنها تزيد من فرص الإصابة بقرحة المعدة ومن بينها ما يلي:
- الوراثة والتاريخ العائلي وراء الإصابة بالمرض.
- الإصابة بأمراض الكبد.
- أمراض الكلى والرئة.
- الإجهاد النفسي والتوتر هما من بين الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالقرحة.
- تناول الأطعمة غير الصحية خاصة التي تحتوي على الكثير من التوابل الحريفة أو الأطعمة التي تحتوي على الدهون والوجبات السريعة.
- شرب الكحول بكثرة يؤدي إلى تهيج جدران المعدة مما ينتج عنه حدوث تكسير في البطانة المخاطية وزيادة إنتاج حمض المعدة.
- التدخين يعد من بين الأسباب التي تؤدي إلى إنتاج بكتيريا هيليكوباكتر بيلوري.
ما الذي يسبب قرحة المعدة النفسية؟
تتأثر المعدة بشكل كبير بالاضطرابات النفسية، وهناك العديد من أمراض المعدة تنتج بسبب عوارض نفسية يمر بها المريض، ومنها قرحة المعدة، والتي من أهم أسبابها النفسية الآتي:
- الحزن الشديد الذي قد يتعرض له المريض بسبب مشكلة حياتية مثل فقد أحد المقربين أو الفشل في أمر ما.
- القلق والتوتر المستمر.
- التفكير الزائد عن الحد.
- إصابة المريض بالاكتئاب.
- التعرض للخوف الشديد بشكل متكرر.
أكل مريض قرحة المعدة:
ليس ثمة نظام غذائي بعينه يمكن تخصيصه لمرضى قرحة المعدة، ولكن هناك أنواع من الطعام والشراب قد تساعد على التخفيف من حدة الأعراض اللازمة لها، وسوف نوضح ذلك من خلال ما يلي:
التقليل من تناول مشروبات الكافيين
- يفضل التقليل من تناول المشروبات التي تجاري على الكافيين، ومنها: الشاي والنسكافيه والقهوة والمشروبات الغازية أو الامتناع عنها.
- كما يفضل استبدال هذه المشروبات بالمشروبات العشبية، مثل: اليانسون والنعناع والشمر والكراوية والمرمية.
- السبب في ذلك أن الكافيين يحفز المعدة على إفراز الحمض الخاص بها، وهذا يضاعف من شدة أعراض قرحة المعدة.
التوقف عن شُرب الحليب
- يعتقد الكثيرون أن شرب الحليب وتناول والزبادي أو اللبن الرائب قد يساعد في علاج قرحة المعدة.
- حيث يبطن الحليب ومنتجاته بطانة المعدة، ومن ثم يقلل ذلك من درجة حموضة المعدة.
- يترتب على ذلك التخفيف من الأعراض المصاحبة لقرحة المعدة، ولكن لسوء الحظ إن ذلك يكون لثواني معدودة فقط.
- يعقب هذه الثواني اللي يشعر خلالها المريض بالراحة زيادة في الشعور بالأعراض.
- حيث يحفز الحليب المعدة على زيادة إفراز الحمض المعدي.
- نخلص من ذلك إلى أن تناول الحليب يكون مفيدًا في الوقاية من الإصابة بقرحة المعدة.
- لكنه ليس مفيدًا أبدًا في علاجها بل العكس هو الصحيح.
تناول السوائل والماء بالقدر الكافي
- يحافظ تناول الماء والسوائل بالقدر الكافي على درجة حموضة المعدة.
- لهذا السبب يُفضل تناول 8 أكواب من الماء يوميًا على الأقل.
- كما يُفضل عدم تناول أكثر من كوب ماء واحد فقط أثناء تناول الطعام.
- أيضًا يجب عدم تناول المشروبات أو الماء شديد البرودة أو الساخن جدًا، حيث يؤدي ذلك إلى زيادة ألم قرحة المعدة وأعراضها الأخرى.
الابتعاد عن الأطعمة المليئة بالبهارات والتوابل
- ليس ثمة دليل علمي واضح على العلاقة بين قرحة المعدة وتناول الأطعمة الغنية بالتوابل والبهارات.
- بالرغم من ذلك يُفضل عدم تناول هذه الأطعمة أو التقليل منها، وخاصةً الكاري والفلفل الأسود وجوزة الطيب والتوابل الحارة.
- قد يؤدي مخالفة ذلك إلى زيادة أعراض قرحة المعدة.
الإكثار من الأطعمة الغنية بالألياف
- يعزز تناول الأطعمة الغنية بالألياف من صحة المعدة والجهاز الهضمي.
- من أهم هذه الأطعمة: الحبوب الكاملة والخضروات والفاكهة.
- كما يساعد الإكثار من هذه الأطعمة في خسارة الوزن الزائد، وهذا بدوره يقلل من مشاكل المعدة والجهاز الهضمي.
الامتناع عن تناول المشروبات الكحولية
- تتسبب المشروبات الكحولية في زيادة إفراز المعدة من الأحماض.
- يؤدي ذلك بدوره إلى زيادة أعراض قرحة المعدة المزعجة، لذا يجب التوقف عن تناول هذه المشروبات.
الإقلاع عن التدخين
- يُعد المدخنون أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بقرحة المعدة.
- كما أن فرص شفاء المدخنين من قرحة المعدة تكون أقل وأبطأ.
- لذلك لا بد من الإقلاع عن التدخين للحصول على فرصة أفضل للشفاء.
تقسيم الوجبات
- يساعد مرضى قرحة المعدة أن يقوموا بتقسيم الوجبة الواحدة إلى عدة وجبات صغيرة الحجم.
- كما يفضل أن يتناول مريض قرحة المعدة من 4 إلى 6 وجبات خلال اليوم.
- بالإضافة إلي ضرورة تناول الطعام قبل النوم مباشرةً.
- لكن يمكن أن يتناول مريض قرحة المعدة قليل من الطعام قبل النوم، إذا كان ذلك يشعره بالراحة.
- من الجدير بالذكر أيضًا ضرورة تجنب تناول وجبة كبيرة تسبب التُخمة.
المضغ الجيد للطعام
- يجب مضغ الطعام جيدًا مصع بطيء.
- يساعد ذلك في تحسين عملية الهضم.
- كما يقلل من أعراض قرحة المعدة.
كيف يمكن علاج قرحة المعدة؟
يحتاج علاج قرحة المعدة إلى علاج سبب الإصابة بها أولًا، ويكون العلاج من خلال أدوية يصفها الطبيب، وقد تتطلب بعض الحالات النادرة التدخل الجراحي، وفيما يلي طرق علاج قرحة المعدة حسب أسبابها:
علاج قرحة المعدة التي سببها جرثومة المعدة
يتم علاج قرحة المعدة الناتجة عن العدوى البكتيرية المعروفة جرثومة المعدة من خلال الأدوية التالية:
- المضادات الحيوية: ومن أهم المضادات الحيوية لعلاج جرثومة المعدة كل من: والكلاريثرومايسين، والأموكسيسيللين، والميترونيدازول.
- حاصرات مستقبلات H2: تُستخدم هذه الأدوية لتخفيف مستوى حموض المعدة.
- مثبطات مضخة البروتون: المقصود بها الأدوية التي تثبط إفراز حمض المعدة مثل: الأوميبرازول، و البانتوبرازول.
- أدوية مضادة للحموضة: وهي أنواع إضافية من الأدوية تخفف من أعراض قرحة المعد قصيرة المدى، ومنها الشعور بحرقة المعدة.
- البروبيوتيك: وهي بكتيريا نافعة تساعد في القضاء على جرثومة المعدة.
علاج قرحة المعدة التي سببها مضادات الالتهاب الغير ستيرويدية
يمكن علاج قرحة المعدة التي تحدث الإصابة بها بسبب تناول أدوية مضادات الالتهاب الغير ستيرويدية باستخدام الآتي:
- أدوية مثبطة لمضخة البروتون.
- حاصرات مستقبلات H2.
- تغيير أنواع المسكنات المسببة للمرض.
علاج قرحة المعدة التي سببها السلوك الخاطئ
يساعد تغيير بعض السلوكيات الحياتية الخاطئة في علاج قرحة المعدة الناتجة عنها، ومن أمثلة ذلك ما يلي:
- الابتعاد عن أسباب الضغوط النفسية والتوتر بقدر الإمكان.
- الإقلاع عن التدخين.
- الامتناع عن تناول الكحوليات.
- تجنب التوابل الحارة في الطعام.
علاج قرحة المعدة بالجراحة
بعض الحالات المتقدمة من قرحة المعدة يتطلب علاجها التدخل الجراحي، وهي حالات نادرة للغاية، ومنها الآتي:
- تكرار الإصابة بقرحة المعدة مع عدم استجابتها مؤخرًا لبرتوكول العلاج.
- حدوث نزيف المعدة.
- تعطل انتقال الطعام من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة خلال عملية الهضم.
- حدوث تمزق في بطانة المعدة.
ويكون العلاج في مثل هذه الحالات من خلال الجراحة كالتالي:
- استئصال القرحة من المعدة بالكامل.
- ترقيع بطانة المعدة باستخدام أنسجة من أجزاء الأمعاء الأخرى.
- ربط الشريان النازف بالمعدة.
- تقليل إفراز حمض المعدة عن طريق قطع الإمداد العصبي للمعدة لها.
علاج قرحة المعدة بالأعشاب
تساعد بعض أنواع الأعشاب في علاج قرحة المعدة والسيطرة على بعض أعراضها، ومن أهم هذه الأعشاب ما يلي:
- التوت البري: يحتوي على مادة الفلافونويد التي تساعد في علاج قرحة المعدة، حيث تعمل على منع نمو البكتريا المسببة لقرحة المعدة.
- صبار الألوفيرا: يخفف عصير الألوفيرا من آلام قرحة المعدة ويساعد على سرعة التئام القرحة.
- العرقسوس: يحمى جدار المعدة من التمزق والتلف بسبب تناول مضادات الالتهاب، ومنها: الأسبرين- الايبروفين.
- أعشاب الجينسينج: وهذه الأعشاب لها خصائص مضادة للبكتيريا تساعد في علاج قرحة المعدة، كما يقي الجينسينج الأحمر خلايا المعدة من التلف.
- الشاي الأخضر.
- نبات الكرفس.
- بذور الكتان.
- جذور الخطمي.
- القرنبيط.
- الثوم.
متى تلتئم قرحة المعدة؟
تلتئم قرحة المعدة الناتجة عن تعاطي الأدوية مباشرةً بمجرد التوقف عن تناول هذه الأدوية.
- وخاصةً مع تناول أدوية علاج الحموضة ما بين أسبوعين إلى 6 أسابيع، حيث تساهم في سرعة الشفاء وتقليل الأعراض.
- بينما تلتئم قرحة المعدة الناتجة عن العدوى البكتيرية (جرثومة المعدة) عند القضاء على الجرثومة.
- وذلك من خلال تناول المضادات الحيوية لمدة أسبوعين مع مضادات الحموضة.
- ثم الاستمرار على تناول مضادات الحموضة ما بين أسبوعين إلى 8 أسابيع أخرى.
- كما تلتئم قرح المعدة الغير مصحوبة بأعراض خلال 3 أشهر من العلاج، ويكون التئامها أبطأ من القرح العفجية.
- حيث يستغرق التئام القرح العفجية خلال 6 أسابيع فقط من العلاج.
ويمكن الشفاء من قرحة المعدة تمامًا وبشكل نهائي بدون مضادات حيوية، ولكن تناول المضادات الحيوية يساعد في عدم الانتكاس وعودة القرحة مرة أخرى، حيث أنها تعمل على القضاء تمامًا على البكتريا المسببة لقرحة المعدة، وهذا يقلل من فرص تكرار الإصابة بها مرة أخرى مستقبلًا، كما أن تغيير السلوكيات الغذائية والتوقف عن ممارسة العادات الخاطئة يقلل من فرص الإصابة بقرحة المعدة.