هل يعتبر تضخم الكبد مرض أم هو علامة تدل على وجود مرض آخر؟ وكيف يمكن تشخيصه وما أسباب حدوثه وكيف يمكن علاج تضخم الكبد البسيط والوقاية منه؟ تابع معنا هذا المقال لمعرفة المزيد، على مجلة حياة صحية.
عناصر الموضوع
ما هو تضخم الكبد:
تضخم الكبد (Hepatomegaly) هو زيادة حجم الكبد عن حجمه الطبيعي، ولا يعتبره الأطباء مرضاً ولكنه علامة على وجود مشكلة أخرى في جسم الانسان، مثل السرطان أو احتقان القلب(Congestive Heart Failure) وغيرها من أمراض الكبد، ولابد أولاً من تحديد السبب الذي أدى للتضخم حتى يتم علاج تضخم الكبد البسيط.
أهم الوظائف التي يقوم بها الكبد:
في الناحية اليمنى من جسم الإنسان وفي أسفل الحجاب الحاجز، يقع أكبر عضو في جسم الإنسان وهو الكبد وينفرد بميزة رائعة، ألا وهي إمكانية تجديد خلاياه وبذلك يمكن نقله وزراعته لأي شخص آخر.
عند الاصابة بتضخم الكبد تتعطل جميع الوظائف التي يقوم بها مثل:
- تخزين السكريات بشكل جلايكوجين والذي يقوم بامداد الجسم بالطاقة.
- هضم الدهون من الطعام وإمتصاصها عبر إفراز العصارة الصفراوية.
- المساعدة على إنتاج خلايا الدم الحمراء عبر تخزين الحديد.
- ينتج الأحماض الأمينية التي تصنع البروتينات وبالتالي تجعل الجسم قادراً على محاربة الالتهابات والعدوى.
- تصفية الدم من أي مواد كيميائية تضره.
اسباب تضخم الكبد البسيط :
تتنوع الأسباب المؤدية لتضخم الكبد فقد تكون بعض الأدوية مثل كثرة تناول الباراسيتامول وتراكمه، أو كثرة استهلاك الكحول أو حدوث إصابات ومن هذه الأسباب مايلي:
التهاب الكبد (Hepatitis):
يحدث التهاب الكبد غالباً بسبب عدوى فيروسية تؤدي إلى تضخم الكبد، وربما يعاني المريض المصاب من التهاب مزمن أو حاد تبعاً لنوع الفيروس المسبب لهذه العدوى.
هناك خمسة أنواع من الفيروسات تسبب التهاب الكبد اثنان منها تؤدي إلى التهاب مزمن، وهما فيروسي التهاب الكبد (B,C) والثلاثة الآخرين تسبب غالباً عدوى حادة، وهم فيروس (A,D,E).
قد يحدث نادراً أن يصيب مريض التهاب الكبد التضخم، بسبب مهاجمة خلايا المناعة لخلايا الكبد بالخطأ والذي يعرف بالتهاب الكبد المناعي (Autoimmune Hepatitis).
في بعض الأوقات قد يحدث التهاب الكبد ولكن ليس بسبب العدوى، إنما بسبب كثرة شرب الكحول ويعرف باسم التهاب الكبد الكحولي (Alcoholic Hepatitis)، وبالطبع يؤدي لتضخم الكبد وإذا لم يتوقف المريض عن تعاطي الكحول، ويخضع إلى علاج التضخم البسيط في الكبد فستحدث مضاعفات خطيرة مثل: تراكم الدهون على الكبد وتشمع الكبد.
اضطرابات في تخزين العناصر في الكبد:
في الحالة الطبيعية يقوم الكبد بتخزين بعض العناصر المهمة بتركيزات معينة، فإذا زادت هذه النسب والتركيات عن معدلها الطبيعي فستتراكم في الكبد وتؤدي للتضخم، وغالباً تنتج هذه الإضطرابات لأسباب وراثية ولكن هناك بعض العوامل التي تؤثر على هذه الاضطرابات منها:
- المرض الجلايكوجيني (Glycogenosis):ويحدث فيه تراكم الجلايكوجين في الكبد وهو الشكل الذي يتم تخزين الجلوكوز فيه بجسم الانسان.
- مرض ويلسون (Wilson’s Disease): تتراكم عناصر النحاس في شتى أعضاء الجسم ومنها الكبد.
- ترسب الأصبغة الدموية (Hemochromatosis): فيه يترسب الحديد بشكل غير طبيعي في الكبد.
- فقر الدم المنجلي(Sickle Cell Disease): في هذه الحالة يزيد تكسر و انحلال كريات الدم الحمراء وتتراكم بشكل زائد في الكبد.
- نقص مضاد التربسين ألفا 1 (ِAlpha-1 Antitrypsin Deficiency): ويحدث فيه تراكم بروتينات غير وظيفية في الكبد.
- بعض الامراض والاضطرابات الاخرى مثل: الداء النشواني (Amyloidosis) وداء البورفيريا (Porphyria) ومرض السكر.
أورام الكبد:
يحدث تضخم في الكبد نتيجة لنوعين من الأورام وهما:
- أورام حميدة في الكبد: مثل الكيسات الكبدية والأورام الوعائية (Hemangiomas) وأورام غدية (Adenomas)، ولا يتطلب هذا النوع من الأورام علاج تضخم الكبد البسيط إذا لم يصاحبها أعراض أخرى أو حدث تأثر في وظائف الكبد.
- أورام سرطانية في الكبد: ولها نوعان أولهما ورم سرطاني أولي تكون فيه الخلايا السرطانية من أحد خلايا الكبد نفسه، وثانيهما ورم سرطاني ثانوي والذي يحدث فيه انتقال للخلايا السرطانية إلى الكبد من منطقة أخرى في الجسم.
عدوى الكبد:
هناك العديد من الأنواع المختلفة للعدوى التي تؤدي لتضخم الكبد، وفيما يلي بعض منها:
- فيروس مضخم للخلايا (Cytomegalovirus).
- الديدان الطفيلية المسببة للعدوى.
- خراج الكبد القيحي (Pyogenic Abscess).
- الملاريا.
- فيروس ابشتاين-بار (Epstein-Barr Virus): والذي يتسبب في مرض كثرة وحيد النواة في الدم (Mononucleosis).
- الخراج الأميبي (Amoebic Abscess).
أمراض القلب:
تؤثر أمراض القلب على تدفق الدم من وإلى الوريد البابي (Portal Vein)، وتتسبب في ارتفاع ضغط الدم الموجود فيه وبالتالي يحدث تضخم للكبد، ومن هذه الأمراض:
- تخثر الوريد البابي(Portal Vein Thrombosis).
- متلازمة بود كياري (Budd Chiari Syndrome).
- فشل القلب الاحتقاني(Congestive Heart Failure).
- التهاب التامور المضيق (Constrictive Pericarditis).
- مرض الانسداد الوريدي الكبدي(Veno-Occlusive Disease).
- فشل بطين القلب الأيمن (Right Ventricular Failure).
اضطرابات صحية أخرى:
هناك بعض المشاكل الصحية الأخرى التي تؤدي لتضخم الكبد ومنها:
- مرض الثلاسيميا(Thalassemia).
- التهاب القنوات الصفراوية الأولي (Primary Biliary Cirrhosis).
- فقر الدم الانحلالي.
- انسداد القنوات الصفراوية.
- كثرة استعمال بعض الأدوية أو جرعة زائدة منها مثل المضادات الحيوية التابعة لمجموعة ماكروليد (Macrolide)، أو أدوية الستاتينات (Statins).
- مرض الساركويد (Sarcoidosis).
ما أسباب تضخم الكبد الدهني:
تسمى حالة تراكم الدهون في الكبد بالتنكس الدهني (Steatosis)، و في أغلب الحالات تنتج عن كثرة تناول الكحوليات وفي هذه الحالة، يعرف بمرض الكبد الكحولي الدهني (Alcoholic Fatty Liver Disease)، ويجب على المريض التوقف عن شرب الكحول وعلاج تضخم الكبد البسيط بسرعة.
ولكن ربما يحدث تضخم الكبد الدهني نتيجة لبعض الأسباب الأخرى الغير متعلقة بتناول الكحول ومنها:
- مرض غوشيه (Gaucher Disease).
- مرض نيمان بيك (Niemann-Pick Disease).
- التهاب الكبد المناعي الذاتي.
- التهاب الكبد C.
- زيادة شحميات الدم (Hyperlipidemia).
- متلازمة التمثيل الغذائي (Metabolic Syndrome).
- بعض انواع الادوية والسموم.
- النوع الثاني من مرض السكري ومقاومة الأنسولين.
- زيادة الوزن أو فقدانه بشكل مفاجىء وسريع.
- استئصال المرارة.
- التقدم في العمر.
- اتباع أنظمة غذائية غير صحية.
أعراض تضخم الكبد:
من أهم الأعراض التي تظهر في مراحل متأخرة من المرض:
- اصفرار الجلد والمنطقة البيضاء في العينين.
- فقدان الوزن.
- القيء والغثيان.
- آلام في العضلات.
- الم في الناحية اليمنى من البطن.
- التعب والإرهاق العام.
- شعور بالامتلاء بعد وجبات الطعام وفقدان الشهية.
- ضيق في النفس.
- زيادة في حجم البطن.
- تحول لون البراز إلى الأسود أو وجود دم فيه.
كيفية تشخيص تضخم الكبد:
عادة يختلف حجم كبد الإنسان تبعاً لوزنه وجنسه وعمره فيزداد الحجم مع تقدم السن، ولذلك يقوم الطبيب ببعض الاختبارات حتى يتم تشخيص تضخم الكبد، وتحديد علاج تضخم الكبد البسيط مثل الآتي:
- تخثر الدم مثل فحص إنزيم الليباز.
- اختبارات الدم الكاملة أو تعداد الدم وذلك لأن مريض الكبد يكون لديه انخفاض في عدد خلايا الدم الحمراء، والبيضاء وأيضاً الصفائح الدموية.
- فحوصات إنزيمات الكبد.
- التصوير بالموجات الفوق صوتية لتصوير كامل أعضاء البطن والتصوير بالأشعة السينية، والتصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي.
- أخذ خزعة من الكبد وهي عملية جراحية بسيطة لأخذ عينة من الكبد، ليتم فحصها مجهرياً في المختبر وتستخدم للكشف عن وجود الكبد الدهني أو سرطان الكبد.
علاج تضخم الكبد البسيط:
يعتمد علاج تضخم الكبد البسيط على تشخيص السبب أولاً ومن ثم بدأ العلاج وفقاً لذلك، وتتضمن طرق العلاج مايلي:
-
حالات التهاب الكبد B و C:
يتم إعطاء المريض بعض المضادات الحيوية الفيروسية لتخفف من تليف الكبد، و لتثبيط هذا الفيروس مثل (Direct Acting Antivirals) أما بالنسبة لالتهاب A، فليس له علاج ويتعافى المريض منه بعد عدة أشهر أو أسابيع.
-
في حالة الأورام التي تحدث في الكبد:
فيتم العلاج باستخدام الإشعاع أو علاج كيميائي أو جراحي أو مناعي، ولكن إذا كان الأورام منتقلة للكبد من مكان آخر فيتم تتبع مكانها، وعلاج منشأ هذه الخلايا السرطانية.
-
مرضى تشمع الكبد:
قد يلزم إعطاؤهم أدوية تساعد على السيطرة على نسبة البروتين في الجسم، مثل مدرات البول وتقليل نسبة الصوديوم التي تدخل الجسم عن طريق الغذاء، حتى نمنع تجمع أي سوائل في الجسم.
-
حالات الكبد الدهني أو تراكم الدهون في الكبد:
فينصح الطبيب بتحسين نظام الغذاء اليومي وتغيير أي عادات يومية خاطئة، ومحاولة خسارة الوزن وممارسة الرياضة بشكل دوري والتوقف تماما عن الكحول.
-
تراكم بعض العناصر مثل النحاس و الحديد في الكبد:
فيكون علاج تضخم الكبد البسيط عن طريق تغيير نمط الغذاء بشكل محدد، والحرص على تناول الأدوية التي تتخلص من الأجزاء المتضررة من الكبد، ويجب الاهتمام بعلاج هذه الحالة بشكل جدي لأنها قد تكون خطيرة عند تركها بدون علاج.
-
حالات تلف الكبد:
يتجه الأطباء لزراعة الكبد حيث أنه يمكن للكبد أن ينمو داخل جسد المتبرع، أو المستقبل مرة أخرى عند قطع جزء منه ويعود لحجمه الطبيعي، وبالطبع يستعيد كل مهامه وقدراته الوظيفية.
عوامل خطورة تضخم الكبد:
- التاريخ العائلي لبعض الأمراض وبالتحديد المناعية منها والتي لها تأثير على الكبد.
- الإكثار وإدمان شرب الكحول.
- اتباع نظام غذائي ليس صحياً وممتلئ بالسكريات والدهون.
- الإكثار من جرعات الادوية و المكملات الغذائية والفيتامينات مثل الأسيتامينوفين.
- تناول المكملات العشبية بشكل كبير مثل نبات الكوهوش الأسود وما هوانغ والناردين.
- السفر كثيرا إلى بلاد تكثر فيها العدوى مثل الملاريا وعدم علاج تضخم الكبد البسيط عند الاصابة.
- الاصابة بالتهابات الكبد والفيروسات مثل Aو Bو C وأمراض الكبد الأخرى.
- زيادة الوزن والسمنة.
- الإصابة بمرض الأمعاء الالتهابي (Inflammatory Bowel Disease).
كيف يمكن الوقاية من تضخم الكبد؟
- التوقف عن تناول الكحول والإقلاع عن التدخين.
- اتباع تعليمات الطبيب قبل تناول الفيتامينات أو المكملات الغذائية والعشبية، والتي يستخدم بعضها في خسارة الوزن أو منع القلق أو بناء عضلات الجسم، لانها تؤدي إلى تلف الكبد.
- الحفاظ على نسبة السكر في الدم ضمن النسبة الطبيعية وخصوصاً مرضى السكر، والسيطرة على الكوليسترول وضغط الدم بمستوى طبيعي.
- عدم التأخر في علاج تضخم الكبد البسيط أو أي اضطرابات صحية.
- الالتزام بالتطعيمات وخاصة التهاب الكبد أ و ب.
- الحفاظ على وزن صحي والحرص على خسارة الوزن.
- ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.
- اتباع أنظمة يومية صحية وذلك بالتوازن بين الخضراوات والفواكه وعدم استهلاك الأطعمة الدهنية والسكريات.
- عدم التعرض لأي مواد كيميائية والمواد السامة مثل المبيدات الحشرية.
متى يجب زيارة الأطباء المختصين؟
عند ظهور أي من الأعراض التالية عليك الذهاب للرعاية الصحية على الفور واستشارة الطبيب:
- التشوش والارتباك.
- التعب العام والدوار.
- حرارة مرتفعة بشكل مستمر.
- اصفرار في الجلد والعينين.
مضاعفات تضخم الكبد:
لابد من علاج تضخم الكبد البسيط ومعرفة علاج السبب الذي أدى للتضخم، لأنه عند الاكتشاف المبكر للسبب فسيتخلص المريض من الأعراض أو على الأقل يوقف تطورها، وإذا لم يتم العلاج مبكراً فقد يؤدي تلف الكبد إلى مضاعفات خطيرة جداً، مثل ارتفاع ضغط الدم البابي والنزيف المعوي و تجميع السوائل في البطن.
خلاصة الكلام أن تضخم الكبد ما هو إلا أعراض فقط وليس مرض بنفسه، وبالرغم من ذلك فهو علامة على وجود أمراض أخرى وقد تكون بعض هذه الأمراض ليست طارئة؛ إلا أنها تحتاج إلى علاج تضخم الكبد البسيط بشكل فوري لتجنب المضاعفات، لذلك فلنحرص على اتباع حياة صحية واستشارة الطبيب سريعاً.