في مرحلة من حياة بعض الأفراد قد يصابون ببعض الحصى في المرارة والتي تتسبب لهم في ألم شديد، ولذلك يقومون بتجربة علاجات منزلية متنوعة ومتعددة قبل أن يتوجهوا إلى الطبيب، ولكن هل من الممكن استخدام الاعشاب لعلاج المرارة؟ ومتى تصبح استشارة الطبيب ضرورية؟ وما هي أسهل طريقة لعلاج حصوة المرارة بدون جراحة؟ فلنتعرف معاً على الإجابة على موقع مجلة حياة صحية في هذا المقال.
عناصر الموضوع
- 1 أهم المعلومات عن حصى المرارة وكيف تتشكل:
- 2 بعض العلامات المبكرة التي تدل على وجود حصوات المرارة:
- 3 كيف يتم تشخيص حصوات المرارة؟
- 4 كيفية علاج حصوات المرارة:
- 5 أسهل طريقة لعلاج حصوة المرارة بدون جراحة:
- 6 بعض الفوائد لتفتيت حصوة المرارة:
- 7 السلبيات المتعلقة بتفتيت الحصوات:
- 8 وصفات طبيعية لعلاج حصوة المرارة:
أهم المعلومات عن حصى المرارة وكيف تتشكل:
حصوات المرارة (Gallstones) عبارة عن رواسب صلبة تتكون في الأساس من الكوليسترول أو البيليروبين، وتتشكل عادةً في المرارة، و تتراوح في الحجم من حبة رمل إلى حجم كرة الغولف.
تتكون هذه الرواسب عندما يحدث خلل في مواد تكوين الصفراء، وهو السائل الذي ينتج من الكبد ويتم تخزينه في المرارة.
و في الغالب لا تحتاج هذه الحصوات إلى علاج ولا تتسبب في أي أعراض، ولكن إذا حدث أن قامت الحصى بسد أياً من قنوات المرارة، سيشعر المصاب بألم ووجع كبير في البطن لمدة تتراوح ما بين ساعة إلى خمس ساعات.
إذا تعرض أي شخص مصاب بحصى المرارة إلى مضاعفات مثل: (cholecystitis) التهاب المرارة، فهذا يستدعي الذهاب إلى الطبيب والتدخل الفوري.
يتأثر نحو 10-15% من السكان في مختلف البلاد المتقدمة بها تبعاً لآخر الدراسات المنشورة.
في حالة وجود ألم في منتصف البطن أو في الجزء الأعلى من الجانب الأيمن؛ فهذا يشير عادةً إلى عدة مشاكل صحية، واحد منها هو حصوات المرارة، وغالباً يشعر المريض بألم مفاجئ وشديد قد يظهر ومن ثم يختفي تتراوح مدة هذا الإحساس من بضع دقائق إلى عدة ساعات، وفي هذه الحالة يجب الذهاب إلي الطبيب للتشخيص والتأكد من الحاجة إلى إجراء جراحي أم لا.
بعض العلامات المبكرة التي تدل على وجود حصوات المرارة:
من المهم التعرف على أي علامات مبكرة لحصوات المرارة حتى يتم العلاج في الوقت المناسب، ومنها:
- اضطراب الجهاز الهضمي: تتسبب هذه الإضطرابات في القئ والغثيان، وغالباً يحدث بعد تناول الأطعمة الدهنية.
- ألم مستمر أو متقطع في المنطقة الوسطى أو العلوية من الجانب الأيمن من البطن، ويمكن أن يختلف في مستوى الألم، ويمكن أن ينتشر إلى الكتف الأيمن أو إلى الظهر.
- عسر الهضم بعد تناول وجبات الطعام والانتفاخ وغازات البطن، وهذا يحدث عند تداخل حصوات المرارة مع تدفق الصفراء الطبيعي.
- اليرقان الذي يحدث بسبب انسداد القناة الصفراوية بواسطة حصى المرارة، ويتميز باصفرار العينين ولون الجلد وشحوب البراز و لون البول الغامق.
كيف يتم تشخيص حصوات المرارة؟
هناك بعض الإجراءات والفحوصات التي تساعد على تشخيص الإصابة بحصوة المرارة ومنها مايلي:
- تحليل واختبار الدم: تساعد اختبارات الدم في الكشف عن وجود أي يرقان أو عدوى أو التهابات في البنكرياس، أو غيرها من مضاعفات حصوة المرارة.
- التصوير الفوق صوتي للبطن: ويعد الأكثر استخداماً في كل الإختبارات حيث يكشف أي مؤشر يدل على الإصابة بحصوات المرارة، ويتم استخدام جهاز (محول الطاقة) على منطقة المعدة ويحرك ذهاباً وإياباً، ثم يرسل إشارات إلى جهاز الكمبيوتر الذي يرسم صوراً واضحة للأجسام المتكونة في بطن المريض.
- التنظير الداخلي عن طريق التصوير الفوق صوتي (EUS): يستخدم هذا الإختبار في كشف أصغر الحصوات التي من غير الممكن ظهورها باستخدام التصوير فوق صوتي للبطن، وعن طريق التنظير الداخلي يقوم الطبيب بتمرير أنبوب مرن ورفيع (منظار داخلي) عن طريق الفم مروراً بالجهاز الهضمي، ثم يصدر جهاز التصوير الصغير في الأنبوب الموجات الصوتية التي تخرج صوراً دقيقة جداً للأنسجة في هذه المنطقة.
- اختبارات تصوير أخرى: هناك فحوصات أخرى لتصوير حصوات المرارة وتكون عن طريق فم المريض، أو التصوير المقطعي بالحاسوب، أو تصوير البنكرياس والقناة الصفراوية بالمنظار، أو تصوير الكبد الصفراوي عن طريق حمض الأمينوديكتيك.
كيفية علاج حصوات المرارة:
في العادة يوصي الأطباء بإزالة حصوة المرارة جراحيا على حسب حجم الحصوة (إذا كانت أكبر من 5 ملم)، أما إذا كانت أصغر من ذلك فهناك علاجات أخرى لا تحتاج للتدخل الجراحي.
بعض المعاهد الطبية توصي بالعلاج الغير جراحي في بعض الحالات منها: إذا كانت حالتك الطبية خطيرة ولا تسمح بالجراحة ولديك حصى الكوليسترول، وبالرغم من ذلك؛ قد تعود حصوات المرارة مرة أخرى، لهذا فقد يحتاج المرض أن يتلقى العلاج بشكل منتظم لباقي حياته أو لمدة طويلة جداً.
من الضروري جداً استشارة أطباء متخصصين في الجهاز الهضمي أو في أمراض الكبد،لأنه في أغلب الحالات لا تتحلل حصوات المرارة لوحدها وفي معظم الوقت تحتاج إلى الجراحة، ولكن إذا كانت الحصوة مكونة من الكوليسترول فسوف تستجيب للعلاج الغير جراحي، أما التي تتكون من الكالسيوم أو البليروبين فاحتمال ذوبانها من غير جراحة قليل جداً.
إذاً من الممكن علاج حالات التهاب أو حصوات المرارة البسيطة أو المتوسطة بدون الحاجة للتدخل الجراحي، ولكن يجب الإنتباه للمضاعفات مثل الألم الشديد في الناحية اليمنى العلوية من البطن.
أسهل طريقة لعلاج حصوة المرارة بدون جراحة:
- تفتيت حصوات المرارة عن طريق موجة الصدمة الصوتية من خارج الجسم (ESWL): يتم استخدام الموجات الصوتية في هذه الطريقة الغير جراحية لتكسير وتفتيت الحصوات إلى أجزاء صغيرة جداً وبالتالي يمكن أن تمر عن طريق القنوات الصفراء بسهولة كبيرة، ويوصي الأطباء بهذه الطريقة لمن لديهم حصوات متوسطة أو صغيرة الحجم فهي ليست مناسبة للجميع، و يتم هذا الإجراء تحت التخدير العام أو بدونه.
- أدوية لتفتيت الحصوات: يتم تناول هذه الأدوية عن طريق الفم، ولكن قد يستغرق العلاج بها سنوات أو شهور حتى يتم التفتيت بشكل كامل، وإذا توقف المريض عن أخذها قد تتكون حصوات أخرى جديدة، وأحياناً تكون الأدوية غير مفيدة، ويتوقف استخدامها على المرضى الذين لايمكنهم إجراء الجراحة.
- بعض الأدوية: توصف بعض أنواع الأدوية من أجل إذابة حصى المرارة، وبالأخص التي في الأساس تتكون من الكوليسترول، حيث يتم استخدام حمض أرسوديأوكسيكولك (Ursodeoxycholic Acid) بشكل أساسي لتفتيت الحصوات التي تحتوي على الكوليسترول مع مرور الوقت،وأيضاً دواء الكينوديول (Chenodiol)، والذي يقلل من كثافة إفرازات الصفراء، وبالرغم من ذلك؛ فإن طريقة الأدوية تستغرق وقتاً طويلاً قد يصل إلى عدة أشهر أو حتى سنوات حتى يتحقق التفتت الكامل للحصوات، وتعد الأدوية أكثر فعالية للحصى الصغير.
- تفتيت حصوة المرارة بإستخدام الليزر: يعد استعمال ليزر الهيليوم ذو فائدة كبيرة في تفتيت الحصوات الصغيرة في المرارة طبقاً للدراسات الحديثة،حيث يقوم الطبيب باستخدام المنظار ليصل إلى المكان الذي يوجد فيه الحصى، ثم يسلط عليه الليزر بشكل دقيق ليتم تفتيت الحصوات إلى أجزاء صغيرة جداً، ويتم جمع هذه الأجزاء عن طريق سلة يدخلها الطبيب مع المنظار،ولكن ليتم استخدام هذه الطريقة؛ لابد وأن تكون الحصوة صغيرة الحجم، وعددها قليل حتى يتم تفتيتها بشكل آمن وفعال.
- الذوبان الفموي: تساعد طريقة العلاج بالذوبان الفموي على إذابة أحجار المرارة، وهو فعالاً أكثر للحجر الصغير، ولابد من التقيد بالنظام الذي يصفه الطبيب، ولا ينصح الأطباء به للمرضى الذين لديهم حالات طبية محددة أو لمن لديهم حصى كبير في المرارة.
- المضاد الحيوي ومضادات الإلتهاب و يستعمل في حالات العدوى والالتهابات في المرارة.
- مسكنات الألم.
- التوقف عن الأكل من أجل منع الضغط الذي يحدث على المرارة، والتعويض عنه بالتغذية عبر الوريد للمريض.
- إجراء ثقب في الجلد من أجل تفريغ سائل القيح من المرارة.
وبالطبع الطبيب هو من يقوم بتحديد مدى إحتياج المريض إلى إجراء عملية جراحية أو علاج الإلتهاب في المرارة بدون جراحة.
بعض الفوائد لتفتيت حصوة المرارة:
لتفتيت الحصوات بدون تدخل جراحي عدة فوائد ومميزات، منها:
- شبه إنعدام الخطورة لأنها إجراء لا تتوغل كثيراً.
- قد نستغني تماماً عن جراحة إزالة المرارة.
- تكلفتها أقل من العملية.
- سهل التطبيق ولا يحتاج لفترات من الراحة أو التعافي.
السلبيات المتعلقة بتفتيت الحصوات:
عند المقارنة بإزالة المرارة كلياً، قد ترافق عملية تفتيت الحصوات بعض السلبيات، ومنها:
- ليس ناجحاً دائماً في تفتيت الحصوات.
- غير متناسب دائماً مع كل الحالات.
- قد يتشكل الحصى مجدداً.
- تسبب الموجات الصوتية بعض الإحمرار في موضع تطبيقها.
- تعد الدراسات المتعلقة باستخدام الليزر لعلاج حصوة المرارة قليلة.
وصفات طبيعية لعلاج حصوة المرارة:
هناك بعض الوصفات البسيطة التي يمكن تحضيرها في المنزل، وتساعد على الحماية من حصى المرارة، وأيضاً على علاجها مع الأدوية ولكن بالطبع تحت إشراف الطبيب، من أبرز هذه الوصفات:
النعناع:
يعد من الأعشاب المهمة التي تحسن عملية الهضم ويهدئ الألم، بالإضافة لاحتوائه على مركب التربين (Terpene) الذي يساعد على تفتيت وإذابة حصوات المرارة، ويتم شربه بعد غليه على النار وإضافة قليل من العسل ثم تركه حتى يصبح دافئاً.
بذر القطونة (Psyllium):
تعتبر هذه البذور من الطرق التي تساعد على علاج المرارة، حيث أنها تحتوي على الألياف التي تقبل الذوبان وتساعد على إذابة الكوليسترول في الحصى، وذلك لأنه يرتبط بالكوليسترول ويقوم بتفتيته بهدوء، كما أن بذور القطونة تحمي من الإمساك وتقلل من احتمالية تكون حصوة المرارة، ويتم تحضيرها بإضافتها للماء وشربها يومياً، وبالطبع يجب شرب الكثير من الماء معها لأنها تمتص كمية كبيرة من ماء الجسم.
خل التفاح:
حموضة خل التفاح تمنع تكون الكوليسترول في الكبد حيث أنه المسئول عن تكون الحصى، وإذا كانت تكونت بالفعل، فإنه يقوم بتفتيتها وتقليل الألم المصاحب لها، ويمكن استخدامه عن طريق مزجه مع عصير التفاح أو مع عصير الليمون، وشربه في الصباح قبل تناول الإفطار على معدة فارغة حتى يتمكن من تفتيت الحصى وتخفيف الألم.
عصير الليمون:
يعتبر الليمون مشابه في التأثير لخل التفاح، حيث أنه يمنع الكبد أيضا من إفراز الكوليسترول بشكل مؤقت، وبالتالي يساعد في الشفاء، بالإضافة إلى أن فيتامين سي (Vitamin C) في الليمون يحلل الكوليسترول في الحصى، ويتم شرب عصير الليمون كل يوم على معدة فارغة.
عصير الإجاص:
تناول الإجاص أو عصيره يساعد على تقليل الألم الذي تتسبب فيه حصوة المرارة، وذلك لاحتوائه على البكتين (Pectin) الذي يقوم بتفتيت الكوليسترول، ويخرجها من الجسم بكل سهولة، ويتم تحضيره عن طريق إضافته إلى الماء الساخن ومزجه مع العسل.
عصير الخضروات:
يتم تحضير عصير الخضروات الطازج من الخيار وجذور الشمندر والجزر،حيث تحتوي هذه الأنواع على المياه التي تساعد على تحسين عمل المرارة والكبد أيضاً، وتقوية الجهاز المناعي، ويتم تحضيره عن طريق مزج الخضروات مع بعضها، وشربها مرتين يومياً.
يُحضّر عصيرًا طازجًا من الخضراوات المختلفة كجذور الشمندر، والخيار، والجزر، حيث تساعد جذور الشمندر على تنظيف الكبد وتقوية عمل المرارة.
وكما ذكرنا سابقاً، فإن هذه الوصفات الطبيعية تساند الأدوية في علاج حصوة المرارة وتحسين عملها وأدائها، ولابد من مراجعة الطبيب في حال ظهور أعراض أو ألم قوي.
في بعض الحالات إذا كانت الحصوات تسد القنوات، فلن يجدي العلاج بهذه الوصفات أو الأدوية أي نفع، وسيتحتم على المريض الخضوع لإجراء تفتيت الحصى.
خلاصة الكلام أنه بغض النظر إذا كنت في حاجة لإجراء جراحة أم لا فإنه من المهم علاج أي شك ولو كان صغيراً بشأن حصوات المرارة،وعدم القلق من أي طريقة للعلاج سواءاً كانت جراحية أو بدون جراحة أو بالأدوية والأعشاب،وذلك حتى نتجنب حدوث أي مضاعفات مثل التهاب المرارة والمغص الصفراوي وانسداد القنوات الصفراوية وغيرها والتي تتطلب المزيد من الرعاية الفورية.